الأخبار و التقارير الإعلامية

«52» عامًا تشربَّ فيها العطاء والبذل لمجتمعه... «علي الزواد» اسمٌ لا ينكره ذي لبٍّ

هاجر آل درويش - خليج الديرة

تسربل بالعطاء حتى باتت سجيته، وتوشح الحبُّ حتى أضحى شمائله.

أكثر من نصف قرن كان هنا، وكان هناك، ولا يزال هنا وهناك، بين أحضان بلدته سيهات، وبين أضلع جمعية سيهات ولجانها، ونادي الخليج وما ضمّ من لجان شوفعاليات.

«37.440» ساعة عمل تطوعي تقريبًا، بمعدل ساعتين يوميًا لمدة «52» عامًا تقريبًا تشربّ فيها العطاء والبذل لمجتمعه.

وأينما تنقل، يبقى «علي بن أحمد الزواد» اسمٌ لا ينكره ذي لبّ، أو ألقى السمع وهو شهيد.

على ناصية الطريق …

جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية كانت وجهته التي يولي وجهه شطرها، وقبلته في التطوع منذ عام 1388هـ/ 1966م، متقلبًا بين لجانها لأكثر من 50 عامًا، فوضع بصمته في اللجنة الاجتماعية، ولجنة إجراءات البحوث، ولجنة بيت الطفولة السعيدة، ولجنة رعاية الأيتام، ولجنة تحسين المساكن، ولجنة المساعدات العينية، واللجنة الصحية، ولجنة التأهيل والتوظيف لأكثر من 4 سنوات، ولجنة الرقابة والتفتيش لمدة 3 سنوات، ولجنة الموارد البشرية والمالية، ولجنة السلامة المجتمعية، ولجنة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولجنة العلاقات العامة.

« وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ » ...

فكان أبو أحمد كالنهر الذي يجري ليصب في محيط، لا يعرف السكون إليه طريقًا، ديدنه العطاء ثم العطاء، فرُشح في عام 1985م لعضوية مجلس إدارة الجمعية، وعُين أمينًا للصندوق، ومشرفًا ماليًا لخطة تأسيس مشروع المجمع الصحي الاجتماعي (المرحلة الرابعة)، والذي بدأ العمل عليه في عام 1988م، وتم الانتهاء منه في عام 1990، وفي ذات العام أُعيد ترشيحه لعضوية مجلس الإدارة كأمين صندوق، ومديرًا للمجمع الصحي الاجتماعي، وعضوًا في اللجنة الصحية المشرفة على المجمع الصحي وأقسام دار الإيواء والعيادات الخارجية، من عام 1993م، حتى نهاية عام 1995م.

وعرجت به سجاياه الخيّرة ليصبح رئيسًا للجنة ذوي الاحتياجات الخاصة التابع للجمعية، من 2004/4/1، وحتى هذا اليوم، كما تقلّد منصب مديرًا إداريًا للمجمع الصحي من 2007/11/1، وحتى بداية انتقال المجمع الصحي الاجتماعي (دار الإيواء، والعيادات الخارجية، والمرافق العامة التابعة له) إلى شركة «داركوف» السعودية في نهاية عام 2013/12/30، وعُيِّن أيضًا نائبًا لرئيس لجنة العلاقات العامة، والتي تأسيت في 2016/9/25 وحتى يومنا هذا، وهدفت اللجنة منذ تأسيسها إلى إيجاد علاقات وإعلام تثقيفي ناجح وهادف، وعلاقات إنسانية مجتمعية مميزة؛ لتكون نموذجًا رائدًا للعمل الاجتماعي في الجمعية.

وعلى النهج باقون …
يملك الزواد في جنبات روحه حبًا جمًا لمدينته سيهات، ومرافقها، ومنشآتها، وناديها، وجمعيتها، وحبًا لأهلها، فكان بينهم بالخير سباقًا، ويرى أن الأنشطة والخدمات التطوعية والخيرية خاصة، قد لعبت دورًا مؤثرًا في نهضة الكثير من المجتمعات والحضارات عبر العصور المختلفة، وحين تأسست جمعية سيهات في بلدتنا الحبيبة على يد الحاج عبد الله المطرود- رحمه الله - بمعية عدد من محبي الخير والعمل الإنساني والتطوعي في المجتمع؛ كان حريًا بأبنائها أن يحذون حذوه ويقتفون أثره، فكان إذ ذاك أبو أحمد كما غيره من رجالات الخير، يضع بصماته أينما حلّ، وبالخصوص للجمعية التي كانت ولا زالت منطلقًا للعطاء، وينبوعًا سخيًا للبذل والسخاء، فكانت له أفكار وليدة للجمعية كإعداد برامج إشرافية تدريبية لجميع كوادر المجمع الصحي الاجتماعي، وإدخال الحاسب الآلي لأول مرة في الجمعية ابتداءً من عام 1993م، والمشاركة في استقدام الأيدي العاملة لمعظم المهن في المجمع الصحي، من الهند والباكستان والفلبين وأندونيسيا، كذلك إعداد برامج خاصة بشؤون الموظفين، والشؤون الإدارية والمالية، وشؤون المستفيدين والمساعدات المتنوعة في الحاسب الآلي بدءًا من عام 1994م، إلى جانب إعداد برنامج خاص باستهلاك الأثاث والمعدات الطبية في الحاسب الآلي بدءًا من عام 1993، وإعداد برامج خاصة لاستلام وتوزيع المشتريات الغذائية، والطبية في مخازن المجمع الصحي بدءًا من عام 1992م، والعمل على تجهيز قسم التغذية (المطبخ) التابع للمجمع الصحي بالأدوات والأواني الخاصة به، وكذلك تأثيث المطبخ بجميع المعدات والأجهزة الخاصة به، وإعداد برنامج التغذية الخاص بنزلاء المجمع، والتغذية الصحية مع مراعاة نوعية التغذية لكل نزيل من عام 1991م، وتجهيز المجمع الصحي بجميع الأجهزة الطبية، والأثاث، والأسرة الخاصة بدار الإيواء، والعيادات الخارجية.

وساهم الزواد كذلك في الإشراف على إعداد وطباعة التقرير السنوي للجمعية من عام 1420/ 1421هـ وحتى عام 1433/1432هـ، من العدد رقم(39)، وحتى العدد رقم (53و 54).

وجهة أخرى …
نادي الخليج الرياضي، مذ كان نادي(النسر) سابقًا يشهد للزواد قدمًه التي لاتزلّ، متفحصًا مكامن الخدمة ليكون رجلها المعطاء، فكان عضوًا لاعبًا فيه في الستينات الميلادية، ثم نائبًا لرئيس جوالة وكشافة النادي، ومسؤولًا لمكتبة النادي، وكذلك للنادي الثقافي والمسرحي في ذلك الوقت، لمدة تربو على خمسة أعوام.

وفي التسعينات الميلادية كان عضوًا إداريًا للنادي كأمين صندوق، ومديرًا ماليًا كذلك لجميع الألعاب في النادي، خلال المسابقات الرياضية داخل وخارج المملكة، إضافة إلى عضوية هيئة أعضاء الشرف لنادي الخليج من عام 2004م حتى نهاية عام 2012م.

نورٌ على نورْ …

وما بين تلك وذاك، كان الزواد عضوًا في لجنة الأحياء (حي النور) التابع للمجلس البلدي  في سيهات لأكثر من 4 سنوات.

شحذ الهمة …

أشبع أبو أحمد بذرة العمل التطوعي لديه بحضور عدة دورات تدريبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها لأكثر من خمسين (50) دورة في الإدارة والمهارات القيادية، إضافة إلى ورش عمل في عدة مجالات إدارية وفنية.
   
وشارك في رحلات وورش عمل مع عدة شركات أمريكية، في عدة ولايات أمريكية، في حقل إدارة الخدمات العامة، والترفيه، والضيافة، والصيانة، والفنادق العالمية، والشقق السكنية، بالإضافة إلى دورات وورش عمل في السلامة، والمشتريات، وأسلوب التخزين والتبريد، والضيافة في الفنادق العالمية، مع الإشراف الكامل لضيافة المسافرين في الطائرات، على الرحلات الدولية، في مناطق مختلفة داخل وخارج المملكة.

كما تقلد العديد من الوظائف الإشرافية في إدارة خدمات الصيانة، والطعام، والسكن، والترفيهية في عدة مناطق بالمملكة العربية السعودية في شركة أرامكو السعودية.

ارتقاء ثم نهضة …
«الزواد» حاصل على شهادة المتوسطة التجارية من الدمام في عام 1966م، ومنها بدأ حياته العملية مع شركة أرامكو عام 1966م، أنهى خلالها المقررات المطلوبة للثانوية العامة بشركة أرامكو من عام 1966م، وحتى عام 1973م، ليلتحق بعدها ببعثة دراسية من قبل أرامكو إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1974م، والالتحاق بمعهد للغة الإنجليزية، ثم الالتحاق بمعهد الطهي في ولاية نيويورك لمدة عامين، والحصول على شهادة الزمالة.

وهو حاصلٌ أيضًا على شهادة البكالوريوس في إدارة  الضيافة، والفندقة، والترفيه من جامعة فلوريدا الدولية – ميامي – بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1982م، ويُعتبر في ذلك الوقت أول خريج من  المنطقة  في هذا التخصص.

من زرع حصد …
ومضت (52) والزواد متزملًا بناصية العطاء، مبادرًا إليه، وفيًا مع مرفأه الأول- جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية - باعتبارها منشطًا حيويًا واسعًا يمكن أن يسهم في رفعة مدينتنا ووطنا العزيز، ويخلق تعاوناً وتكاملاً بين أفراده، ليرى بعد هذه السنون الخصيبة أن العمل التطوعي فتح له أبوابًا كثيرة، وساهم في تعزيز مهاراته  الشخصية، وبناء علاقاته الاجتماعية، والتعرف على الوضع المعيشي لأسرٍ وأفراد، والعمل على تقديم المساعدة لمن يحتاجها، إضافة إلى تعلم مهارات، وأفكار جديدة.

هنيئًا لسيهات برجل كأبي أحمد، أعطى فأجزل، وكان العطاء له عنوانًا دالًا عليه، ووسمة شرف تقلدها، فطاب لسيهات ابنًا، وطابت له أمًا.
«52» عامًا تشربَّ فيها العطاء والبذل لمجتمعه... «علي الزواد» اسمٌ لا ينكره ذي لبٍّ